كثر اللغط والجدل حول السيجارة الإلكترونية وصار كل من يحاول الإقلاع عن التدخين يقنع نفسه بأنه يدخن السيجارة الإلكترونية التى لا تحمل أضراراً، فهل فعلاً السيجارة الإلكترونية ليست لها أضرار؟ الإجابة سنعرفها من تقرير منظمة الصحة العالمية الذى أصدرته، ويضم توصيات تخص استخدام السيجارة الإلكترونية، وترجمه ونشره موقع «ويب طب»، يقول التقرير إنها من المفترض أن تساعد المدخنين فى الإقلاع عن التدخين، إلا أن الدراسات والأبحاث المتوافرة فى هذا الصدد أثبتت أن السيجارة الإلكترونية لا تعتبر البديل الصحى للإقلاع عن التدخين، فى ظل وجود أضرار صحية لاستخدامها. ونصت هذه التوصيات على: - عدم ترويج السجائر الإلكترونية لغير المدخنين وصغار السن. - تقليل المخاطر الصحية المحتملة لمستخدمى السجائر الإلكترونية وغير المستخدمين لهذه السجائر. - حظر الترويج لأى ادعاءات صحية تخص السجائر الإلكترونية دون إثباتها. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المنظمة (WHO) أنه يجب وضع قوانين وقيود تضبط الإعلانات الدعائية، وذلك من أجل التأكد من أن هذه الإعلانات الدعائية لا تستهدف المراهقين وغير المدخنين، كما من المهم وضع قوانين تمنع استخدام السجائر الإلكترونية فى الأماكن المغلقة لضمان عدم تلوث الهواء بالمواد الكيميائية المنبعثة من استخدام هذه السجائر، بالإضافة إلى ضرورة التقيد بهذه القوانين وعدم بيع السجائر الإلكترونية، وبالأخص ذات النكهات المختلفة مثل الفواكه والحلوى إلى المراهقين وصغار السن. وتتخوف منظمة الصحة العالمية من أن السجائر الإلكترونية ذات النكهات المختلفة، التى من شأنها أن تجذب صغار السن، قد تجعلهم مدمنين على النيكوتين، وبالتالى التحول إلى تدخين السجائر العادية، كما توضح المنظمة أنه لم يتم حتى الآن التأكد والجزم بأن السجائر الإلكترونية تساعد المدخنين فى الإقلاع عن التدخين فعلاً! بالإضافة إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية من قِبل الحوامل والمراهقين يشكل تهديداً على صحتهم. السيجارة الإلكترونية تشبه السيجارة العادية بشكل كبير، حيث تشع مقدمتها عند الاستنشاق، وتطلق غيمة من الدخان عند الزفير. وتتكون السجائر الإلكترونية من بطارية، جزء يحمل النيكوتين والمواد الكيميائية والمنكهة، بالإضافة إلى جزء يعمل على تدفئة وتسخين هذه المواد. وتختلف السجائر الإلكترونية وتتنوع، فبعضها بالإمكان إعادة شحنه، فى حين بعضها الآخر بالإمكان إعادة ملء النيكوتين والمواد الكيميائية والمنكهة فيه، وقد يكون استخدام السجائر الإلكترونية أقل ضرراً فعلاً من السجائر العادية، وذلك بسبب عدم وجود التبغ فيها، إلا أنها تحتوى على مواد كيميائية إلى جانب النيكوتين، ولا يزال الأثر المرتبط بالمدى البعيد لاستخدام هذه السجائر غير معروف حتى الآن، ولكن ماذا تقول الدراسات عن السجائر الإلكترونية؟ أوضح علماء من جامعة أثينا فى اليونان - UNIVERSITY OF ATHENS، أن استخدام السجائر الإلكترونية قد يكون مضراً للرئتين، وقاموا ببعض التجارب على 32 متطوعاً، منهم 8 لم يدخنوا من قبل، ووجدوا أن بعضهم أصيبوا بمشكلات فى الرئتين، بينما أصيب البعض الآخر بالربو ومرض الانسداد الرئوى المزمن «COPD»، كما وجدت دراسة أخرى أن استخدام السجائر الإلكترونية من شأنه أن يزيد من العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية، التى بدورها قد تؤدى إلى الإصابة بالالتهابات، والربو والسكتة الدماغية والأمراض القلبية بالإضافة إلى السكرى، فى حين أن النيكوتين الموجود فى السجائر الإلكترونية يسبب الإدمان، مثله مثل السجائر العادية، بالتالى فالإقلاع عن استخدام السجائر الإلكترونية قد يصيبك بأعراض الانسحاب التى تتمثل فى: - تقلبات فى المزاج. - الاكتئاب والقلق. - ضيق فى التنفس. - ضرر فى الشرايين مع مرور الوقت. ونجد أن صناعة السجائر الإلكترونية نمت فى الآونة الأخيرة بشكل كبير وملحوظ، حيث تزايدت هذه الصناعة منذ عام 2005 (من مصنع واحد فى الصين) لتصل فى وقتنا الراهن إلى سوق عالمية تشمل 466 شركة بقيمة تقارب الـ3 مليارات دولار! فى المقابل، ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات حول مخاطر ومضار استخدام السجائر الإلكترونية وأثرها على المدى الطويل.